من قلبي إلي قلمي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنا لا اشتكي هذا الزمان فا ظلمه.. ولكنني اشتكي أهل هذا الزمان .. هم ذئاب تحت الثياب قد اختبئوا.. فلا تكن لهم بمؤتمن .. طرقت باب الأهل فلم أجد لي قريبا وطرقت باب لا صحاب فلم أجد لي صاحبا ..وطرقت باب لا حباب فلم أجد لي حبيبا فرحت أتسكع في دروب الحياة0
يا زماننا.. ما عاد الأهل أعلا.. ولا إلا صحاب أصحابا.. ولا الأحباب أحباب فا القريب أن لم يتعس حياتنا ويسلب إيرادتنا يرفض أن يكون لنا قريبا والصاحب أن لم يصعد علي أكتافنا ويسيطر علي إرادتنا يرفض أن يكون لـــنا صاحبا والحبيب أن لم يخدعنا ويلهو بعواطفنا يرفض أن يكون لنا حبيبا .. هذا زمن العجائب.. رحم الله زمنا كان القريب ستر وغطاء.. والصاحب سندا.. والحبيب نبعا للحب والوفاء ومقصد للأمل والـرجاء.
مالت ياربي في عيوني موازين الحياة واندثر الأيمان في داخلي بكل هذه العلاقات والمثاليات التي حافظت عليها أعواما وكلما مررت بمحنه أثبتت لي انحدار الأخلاقيات .. كذبت نفسي وقلت ذلك مستحيل ..الحب.. مازال هو نبض الحياة.
واتت الأيام بقسوتها تثبت لي ظنوني وعدم ثقتي ببشر هذا الزمان وفضحت لي ما كان العقل عنه غافلا.
مرعب قاهر ظلم الأحباب.. يجعلك كنسر جارح قصت أجنحته وهو غافل فترك سجينا في الأرض وهو ما اعتاد إلا التحليق في السماء ولكن العظيم يظل عظيا والقوي يظل قويا مها جرت عليه نوائب الدهر.
وهكذا أعلنت عصياني علي أهل هذا الزمن.. وسأجعلك أنت وحدك يا قلمي خليلي فأنت الصديق الذي لا يخدع ولا يكذب ولا يلهو بعواطفي وها أنا اكتب تعهد علي ورقه تنازلي واستسلامي إلا أحارب بعد الآن الزمان واكتفي بما قرت لي الأيام وأوصد بابي وأعيش هادئة هانئة مع ذاتي المجروحة.
تكفيني رفقتك يا قلمي أعالج بك جراحات شديدة اندملت علي جروح ذكريات يكفي أن أشير لها وان المسها ليثور الفؤاد مستغيثا شاكيا باكيا من أهل هذا الزمان.
_________________